Custom Search

صحاب البيت

الأربعاء، 6 يناير 2010

على أسم مصر


اسم مصر





 التاريخ يقدر يقول ما شاء




أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء




بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب




وبحبها وهي مرمية جريحة حرب




بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء




واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء




واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب




وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب




والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب











من كلمات الشاعر الكبير عم الشعراء صلاح جاهين



الثلاثاء، 5 يناير 2010

أنا مخطوبه




أنــــــــــــــــا مــــــــــخــــــــــطوبـــــــــه



جلست أنتظر موعدى مع الطبيب كان الوقت ممل جداً .. قمت بفتح حقيبتى وأخرجت منها ورقه أظنها كانت ملقاه بداخلها دون فائده .. أمسكت بها وتذكرت أيام طفولتى وقمت بتمزيقها إلى نصفين متساوين فأصبح لدى ورقتين كنت أنظر لكل من حولى .. وجوههم بائسه أصواتهم كخليه نحل كل ما يقومون به هو الطنين فقط ..


وأنا وحدى أشعر بالسعاده ولا أعلم مصدرها تذكرت تلك الأيام التى صحبتنى فيها أمى معها إلى الطبيب ضحكت كثيراً ولكنى شعرت ولأول مره بأننى قد كبرت ولم أعد تلك الفتاه الصغيره التى تصحبها أمها إلى الطبيب فبحثت عن طريق أسلكه لكى  يمر بى الوقت سريعاً فقد مللت هذا الأنتظار فقد صنعت من ورقه مركب شراعى والورقه الثانيه قمت بطيها وبرمها لم أكن أفكر ماذا سأصنع بها وأعدت طيها مره أخرى فأتت لى فكره أن أصنع منها خاتم خطوبه لقد فعلتها كثيراً فى صغرى من علبه سجائر أبى كثيراً ما كنت أقوم بأخذ العلبه بعد أن تفرغ منها السجائر وأقوم بأخذ الورق المذهب منها وأصنع منها عده خواتم.


 فصنعت لى الأن خاتم خطوبه من الورق وقمت بإرتداؤه فى أصبعى الأيمن وخيل إلىّ بأنه خاتم خطوبه حقاً .. وسمعت أصوات الزغاريت والطبول ورأيت منْ كانت تجلس بجانبى بأنها هى خطيبى تحولت فجأه من امرأه إلى رجل يرتدى حله أنيقه ورأيت فستانى يلمع  وأن مقعدي الأنتظار الذين نجلس عليهما هى كوشتنا وفجأه ظهرت للخاتم فصوص مضيئه وأختفوا المارين وأختفى أيضاً صوت الطنين .. فصرخت بداخلى أنا مخطوبه لقد صرت حقاً مخطوبه .. شعرت بسعاده بالغه فى كونى فتاه مخطوبه . ما أجمل تلك اللحظه حين يتوج أصبعك برباط مقدس . هو خاتم الخطوبه ومن بعده سيصبح خاتم الزواج .


صرت مخطوبه لدقائق قليله فقط  حتى سمعت صوت رقم ثمانى يدخل نظرت إلى خطيبى فوجدته قد تحول إلى امرأه ونظرت إلى فستانى فما عاد يلمع وقمت بالنظر إلى خاتمى فوجدته أصبح خاتم من ورق .. فقد عاد كل شئ إلى طبيعته .. فضحكت فى وجه الممرضه فقد أعادنى صوتها إلى واقعى مره أخرى وغادرت أرض الخيال ولم أعد مخطوبه .

أنا مخطوبه
بقلم
جميله المصرى


الجمعة، 1 يناير 2010

بطيخه كان نفسها تعش فى الثلاجه .. قصه قصيره




بطيخه كان نفسها تعيش فى الثلاجه 



فى يوم شديد الحرارة حمل رجل مجموعه من البطيخ على عربته الكاروا وأنطلق يصيح البطيخ البطيخ ...همست بطيخه لأختها البطيخه أحنا بقالنا أد أيه بندحرج كده على العربيه دى ؟؟
أنا تعبت ورأسى يؤلمنى  قوى ولم أعد قادره على  أحتمال الهبد..والرزع ..والخبط ده,, أنا بطيخه حساسه والدنيا حر نار  أجابتها البطيخه..
وقالت لها :
-         عندك حق ,,أنا كمان تعبت جداً ..تعرفى نفسى فى أيه ؟؟!
 قالت لها بطيخه :
-         نفسك فى أيه ياحبيبتى؟؟!
 قالت لها :
-         نفسى أدخل الثلاجه..
قالت لها :
-         ثلاجه !! ثلاجه ياعنى أيه ؟؟
 قالت لها :
-         سمعت الراجل الذى حملنى وهو يقول ,, دى لو دخلت فى الثلاجه وسقعت تتاكل أكل ,, دى مرمله .
 بطيخه : ..ثلاجه.. وأخذت تحلم وتحلم بالنسيم البارد والهواء العليل,,الذى سيجعل حبيباتها الرمليه أكثر سعاده ومرح ,,, ظلت تحلم وتحلم وكلما أشتد الحر وأشتدت معه أشعه الشمس الساقطه على العربه أزدادت معه صرخاتها وتعذيبها ,, وكلما تدحرجت بطيخه أخرى لتصدتم بها تثبها وتلعن اليوم الذى جمعها بهم .. فهى مرمله ورقيقه ولا تتحمل أجزائها كل هذا التعب وكل هذه الصدمات .

ومازال الرجل يصيح أحمر يابطيخ مرمل قوى يابطيخ ..إلى أن توقفت العربه وتوقف الجميع عن التدحرج والأصتدام وسمعوا صوت امرأه تنادى من مكان بعيد بتاع البطيخ يابتاع البطيخ هنا فوق .. تعالى ..

 سعدت بطيخه وتمنت أن يقع الأختيار عليها ,, تمنت هذا من كل قلبها المرمل ومن كل لبه بداخلها كانت تحلم بالحظه التى ستوضع فيها بالثلاجه .. شعرت بعد فتره بقدوم الرجل صاحب العربه نحوهم ,, ويضع يده على كل  واحده منهم ,, ثم يطبل عليها كالطبال الذى يُحْمِىْ طبلته لكى يعزف عليها .. وأخيراً أمسك بها وحملها وطبل عليها مما جعلها تشعر بأن حبيباتها الرمليه تكاد تسقط منها أو لربما تفتت ,, فهى بالتأكيد مرمله ولا تحتمل قسوه يد هذا الرجل .
ثم أمسكتها يد أخرى ناعمه.
 وقالت لها :
-    حبيبتى تكادى تحترقين من أشعه الشمس سأضعك فى الثلاجه فرحت بطيخه كثيراً حين سمعت تلك الكلمه وشعرت بأن حلمها سيتحقق أخيراً ,, قامت المرأه بوضعها بالفعل فى الثلاجه وأغلقت عليها الباب فما أن لبثت بها حتى شعرت بالهدوء والسكينه ولم تعد تتدحرج لتصدتم بأخواتها من البطيخ  وشعرت بأن حراره جسمها يهدأ رويداً رويداً , حتى شعرت بالهواء العليل يجتاح قشرتها السميكه , ويتخلل بداخلها إلى أن وصل إلى قلبها المرمل.
شعرت بالسعاده وتمنت أن يدوم الأمر هكذا .. وأن هذا الوضع أفضل بكثير مما كانت فيه .. لا تعلم كم طال الوقت.. ثم شعرت بتلك اليد الناعمه تحملها من جديد وتضمها إلى صدرها  , فجعلتها تشعر بالحنان والأمان والسكينه إلى أن قامت بوضعها على شئ مسطح وأمسكت بها , وحزرتها أن تتدحرج وأنها تخشى لو قامت بتلك الفعله ستسقط أرضاً وتنكسر حتماً ,, فعلت بطيخه كما أمرتها سَيدَتها وبقت ساكنه ولكن بداخلها تتنمى أن تعود إلى الثلاجه مره أخرى .

 ومن ثم شعرت بشئ يقف عليها ليست تلك اليد التى حملتها ولكن شئ أقوى وأحد منها أخذت تشعر بالألم وهذا الشئ يزيد من أختراقها وهى تتألم وتصرخ وكلما زاد أختراقه جسدها كلما زادت صرخاتها إلى أن شعرت بأنها رأت نوراً ,  نوراً عظيم , تخللها وأصاب لبها بالعمى ,, فجعله لا يرى شئ  فما كان هذا النور غير مصباح كهربائى معلق فى سقف الغرفه  وكان هذا النور هو أخر شئ رأته وسمعت السيده وهى تقول والدهشه والفرح يملؤن صوتها - مرمله وحمرا - وماعادت لتشعر بشئ بعد أن فصلتها نصفين .. ولكن كل ماتمنته أن تعود إلى الثلاجه فقط وأرتسمت على ملامحها تلك البسمه الحزينه من الألم حين سمعت سيدتها وهى تقول عليها  - مرمله وحمرا - وفارقت بعدها الحياه ...

بطيخه كان نفسها تعيش فى الثلاجه
بقلم جميله المصرى 
صيف 2009