يجلس كل يوم في المحطة في ذات الوقت فأصعد معه القطار وأحرص دائماَ على أن أجلس أمامه فيضع عينين ملصقتين في الجريدة .. جريدته .. لكم تمنيت أن أكون جريدة ,لكم تمنيت أن أكون جريدته فقط لينظر إلى سطوري , ليتخلل أخباري بعينيه , ليعرف مشاعري , وفى ماذا أفكر .. وتمر الدقائق ويتوقف القطار ويذهب هو تاركاَ جريدته مطوية ومهملة على مقعده أياماَ وأياماَ أخرى يحملها معه .. وأتبعه ببصري من النافذة حتى يذهب القطار .
كل يوم كل يوم .. حتى يوم لَكَم تمنيت أن يأتي ولكنه عندما أتى تمنيت أن لم يأتِ أبداً .. جلس أمامي , ولأول مره يرفع عينيه عن جريدته .. نعم يهملها ثوانٍ ويهتم بي .. شعرت بريبه , شعرت بخوف ممزوج بسعادة , و وجدت الأفكار تتسارع في رأسي هل أكمل النظر إليه ؟ لا لا لا .. أظننى سأنظر من النافذة .. لا لن أفعل .. سأكمل النظر إليه لعله يشعر بي لن أضيع مثل تلك الفرصة .. و هم أن يفتح فاه ليتحدث .. نعم نظر إلى عيني مباشرة وسيتحدث .. ماذا سيقول ؟؟!. والله يكفيني أن يبتسم فقط . فوجدته يقول لي لقد مللت حملقتك لي كل يومٍ , ماذا تنتظرين منى أن أفعل لكِ بعد كل تلك الحملقة المستمرة وضحك ضحكه كسولة بجانب فمه لم تكشف عن أسنانه ونظرة ثاقبة تحمل غضب وشفقة يرمقني بها , ومن ثمَّ عاود النظر إلى جريدته . وتركت أنا القطار هذه المرة قبل أن تأتى محطته أو حتى محطتي .
محطه قطار
قصة قصيرة
أخر ما خطَّه قلمي
جميلة المصري