Custom Search

صحاب البيت

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

( تعريف القصة – الفرق بين القصة والرواية – الفرق بين القصة والأقصوصة – موضوع القصة – هيكل القصة – الحبكة في القصة – البداية والنهاية – الشخصية في القصة – الأسلوب في القصة – الحوار في القصة – القصة في أدب الأطفال








مقدمة :
بداية أحببت أن أعد موضوع ذو طابع أكاديمي تعليمي يتعلق بفن من فنون الأدب وهو فن كتابة القصة القصيرة وتفهم أساليبها وأصولها كي أبسط ما يحتاج إليه القاص والناقد والقارئ والمتذوق في فهم القصة القصيرة بشكل تعليمي يتيح لهم التعرف على الجيد والرديء مما يكتبه كُتاب القصص القصيرة.
آمل أن يستفيد من هذا الموضوع كل قاص ومبتدئ وناقد وقارئ ومتذوق في مجال القصة القصيرة .


تعريف القصة :
في المعجم الأدبي تأليف جبور عبد النور : أحدوثة شائقة، مروية، أو مكتوبة يقصد بها الإمتاع أو الإفادة. وقد عرفت بأسماء عدة في التاريخ العربي منها الحكاية، والخبر، والخرافة. وليس لها تحديد واضح ولا مدلول خاص في المعاجم القديمة سوى أنها الخبر المنقول شفوياً أو خطياً وسوى أن القُصاص هم الذين "يقصون على الناس ما يرق قلوبهم" .
حديثاً :- احتفظت اللفظة بالمدلول القديم وأنزلها الكتّاب ومؤرخو الأدب أيضاً في مكان الرواية، ونظروا إلى الكلمتين على أنهما تدلان على فن واحد واختلطتا في العبارة الواحدة لدى معظمهم، حتى أن الواحد منهم يتكلم عن الرواية تبادر كلمة قصة إلى لسانه والعكس صحيح .
وإذا جاز لنا الفصل بين التعبيرين قلنا : أن الرواية في الاستعمال الشائع تعتمد دائماً للدلالة على الفن الحديث المقتبس من الآداب الأجنبية انطلاقاً من منتصف القرن التاسع عشر وإن القصة مع شمولها المعنى نفسه ما تزال محتفظة بمدلولها القديم .
المعنى اللغوي للقصة :-
معنى كلمة قص في لسان العرب هو القطع وهو المعنى الحسي ومعروف أن الدلالة الحسية تسبق الدلالة المعنوية ولكنها تنبثق منها، فالقص والقصة بمعنى الخبر، والخبر يقتطع من سياق الأحداث المتصلة في الحياة لأهميته، والقص تتبع الأثر أيضاً .


القصة :- حوادث يخترعها الخيال، وهي بهذا لا تعرض لنا الواقع كما تعرضه كتب التاريخ والسير وإنما تبسط أمامنا صورة مموهة عنه . ويعرف الكاتب الإنجليزي الكبير ( هـ . ج ويلز ) القصة القصيرة إذ يقول: " إن القصة القصيرة هي حكاية تجمع بين الحقيقة والخيال ويمكن قراءتها في مدة تتراوح بين ربع ساعة وثلاثة أرباع الساعة وأن تكون على جانب من التشويق والإمتاع، ولا يهم أن تكون حقيقية أو دسمة إنسانية أو غير إنسانية، زاخرة بالأفكار والآراء التي تجعلك تفكر تفكيراً كثيراً بعد قراءتها، أو سطحية تنسى بعد لحظات قراءتها .. المهم كله أن تربط القارئ لمدة تتراوح بين ساعة وخمسين دقيقة ربطاً يثير فيه الشعور بالمتعة والرضى ".
وقد يختلف بعض النقاد في هذا التعريف وقد يرى غيرهم أن القصة مجرد حكاية يرويها الكاتب طبقاً لأصول وقواعد معينة، وقد يرى آخرون أنها تصور لحدث وقع لشخص عادي في ظروف غير عادية، أو لشخص غير عادي في ظروف عادية .
فلا مندوحة من القول أن القصة القصيرة تختلف أشد الاختلاف عن القصة المطولة "الرواية" وأن أبرز خطأ يقع فيه الكاتب الجديد هو أن يظن أن القصة القصيرة هي ملخص لرواية فيحشدها بالأحداث والشخصيات غير ملتفت لعنصري الزمان والمكان وغيرهما من العناصر التي تفرق بين القصة القصيرة والمطولة
والقصة : هي مجموعة من الأحداث يرويها الكاتب وهي تتناول حادثاُ واحداً أو حوادث عدة، تتعلق بشخصيات إنسانية مختلفة، تتباين أساليب عيشها وتصرفها في الحياة، على غرار ما تتباين حياة الناس على وجه الأرض، ويكون نصيبها في القصة متفاوتاً من حيث التأثير والتأثر .
والقصة مرآة متعددة السطوح، وكل قارئ يلقي بناظريه على السطح الذي يعكس صورته بأمانة ودقة .
وللقصة في كل بلد عربي صبغتها الإقليمية التي تكسبها مما ينعكس عليها من أحوال ذلك البلد وحياة سكانه .


الفرق بين القصة والرواية :
القصة القصيرة لا يمكن أن تكون ملخصاً لرواية ولا فصلاً فيها .. إن لها مقوماتها الخاصة وشخصيتها الذاتية وقواعدها وأصولها التي تختلف عن قواعد وأصول الرواية، فالرواية تهتم بالتفاصيل الدقيقة بوجه عام وتتعدد فيها الشخصيات والحوادث والمواقف ومجال الإسهاب فيها وتضمين أكبر عدد ممكن من الأفكار والآراء متسع بلا نهاية، هذا بينما نجد القصة القصيرة تدور في نطاق حادث أو عدد بسيط من الأحداث تركز ضوءاً قوياً على فكرة أو هدف أو شخصية أو حافز، إنها ومضة ضوء مركزة على شيء خاص وعلى الجملة، إنها مزيج قوي من الشخصية والحافز والحدث .


الفرق بين القصة والأقصوصة :
تختلف القصة عن الأقصوصة في أنها تصور فترة كاملة وحياة خاصة أو مجموعة من الحيوات، بينما الأقصوصة تتناول قطعاً أو شريحة أو موقفاً من الحياة .
والأقصوصة قصة تصور جانباً من الحياة يركز فيها الكاتب فكره فلا يستطرد ولا يزيد عن المقصود ويشمل موضوعها كل نواحي الحياة الإنسانية، إذ بينما يحاول كاتب القصة عرض سلسلة من الأحداث الهامة وفقاً للتدرج التاريخي أو النسق المنطقي يسعى كاتب الأقصوصة إلى إبراز صورة متألقة واضحة المعالم بينة القسمات لقطاع من الحياة، بحيث يؤدي إلى إبراز فكرة معينة ولا تعتمد الحياة الداخلية التي ينظمها إطارها على الأحداث والشخصيات وتفاعلها بعضها مع البعض الآخر، بل على ما ينتظم بين الشخصيات من علاقات، وعلى مدى تأثرها بالبيئة التي تكتنفها . ومهمة القاص تنحصر في نقل القارئ إلى حياة القصة بحيث يتيح له الاندماج التام في حوادثها ويحمله على الاعتراف بصدق التفاعل الذي يحصل بين الشخصيات والحوادث، وهذا أمر يتيسر له إذا استطاع أن يصور الشخصيات في حياتها الطبيعية الخاصة .
والقصة حوادث يخترعها الخيال وهي بهذا لا تعرض لنا الواقع كما تعرضه كتب التاريخ والسير وإنما تبسط أمامنا صورة مموهة منه، ولا يفرض في الكاتب الذي يتجه اتجاهاً واقعياً في قصته أن يعرض علينا من الحوادث ما سبق وقوعه فعلاً أو ما ثبتت صحته بالوثائق والمستندات ولا من الشخصيات ما له ذكر في سجل المواليد والوفيات، ولكن عليه أن يقنعنا بإمكان حدوث مثل هذه الحوادث ووجود مثل هذه الشخصيات في الحياة التي نحياها ونعرفها .


موضوع القصة :
تتألف القصة من نوعين، القصة الأدبية التحليلية التي تحتاج إلى مواهب خاصة متميزة، وأن المبتدئ في الكتابة لا يستطيع أن يبدأ بها في حياته كأديب وقاص .
والنوع الآخر للقصة، هو القصة العادية فهي أسهل مأخذ أو أقل شأناً وأيسر كتابة، لأنها في الواقع تحتاج إلى نوع معين من الخبرة والمقدرة على إرضاء أكبر عدد من القراء .
والقراء هم الطرف الآخر في الموضوع كله .. فالكاتب كما نعرف جميعاً لا يكون كاتباً أدبياً إلا بقرّائه.. ونجاح الكاتب يتوقف على عدد القرّاء الذين يحبون أن يقرءوا له أولاً ثم على طبقة هؤلاء القراء. والكاتب الجيد أحوج ما يكون في أول أمره إلى أن يكتب لأكبر عدد ممكن من القراء ثم يحاول بعد ذلك أن يرتفع بمستوى قرائه إلى الكتابة الأدبية التحليلية التي تخرج من نطاق السطحية إلى مزيد من العمق والأصالة .


إنّ عنصر الإثارة مهم في موضوع القصة، ولستُ أعني الإثارة الجنسية، فالمعروف أن القصص الجنسية أسهل أنواع القصص وفي مقدور أي كاتب جديد أن يكتب آلاف بعد آلاف من هذه القصص الجنسية، قصيرة أو مطولة ليرضي بها طبقة المراهقين والمراهقات من القراء، ولكنه في الوقت نفسه لن يحسب في ميزان الأدب كاتباً له قيمته ووزنه وتقدير القراء الناضجين له .
حقاً إن الحب عنصر هام من عناصر القصة، بل إن الجانب الأبرز من القصص يدور حول هذه العاطفة، ولكن ينبغي على الكاتب ولاسيما في مستهل حياته الأدبية أن يكبح قلمه وأن يتناول هذه العاطفة بالأسلوب المهذب وبالصياغة السليمة وبالأداء الذي لا يثير اشمئزاز القارئ الناضج وأن أعجب القارئ المراهق .
ونعود إلى القصة الأدبية التحليلية فنقول إنها لون من القصة يحتاج إلى مقدرة خاصة وموهبة فريدة تبلغ حد النبوغ والعبقرية وهي من ثم تستهوي طبقة معينة من القراء المتعمقين في فهم القصة، والدارسين للفلسفة وعلم النفس والقادرين على الغوص مع الكاتب إلى العمق الذي يريد أن يصل إليه .
وتحتاج القصة إلى الموضوع الذي يثير انفعالات القارئ ويمتعه ويشد انتباهه حتى يفرغ من القراءة ثم يترسب بعد ذلك في أعماقه ليثير تفكيره ويحرك مشاعره بين الحين والآخر . عليك أن تقدم للقارئ موضوعاً يجعله يتساءل : كيف سينتهي الأمر مع البطل ؟ كيف سيخرج من هذه المشكلة بعد أن تعقدت الأمور ؟ هل سيكون لهذه العقدة حل معقول ؟
إنّ الخطوة الأولى نحو كتابة القصة هي البحث عن موضوع، والمعروف أن بعض كتاب القصة يستطيع الواحد منهم أن يكتب قصة كل يوم أو أن يجد على الأقل موضوعاً صالحاً للكتابة كل يوم.
ولكن ليس في مقدور كل كاتب أن يتمتع بهذه الموهبة ولاسيما في أولى مراحل حياته الأدبية، بل إن بعض نوابغ فن القصة يستطيع الواحد منهم أن يمسك القلم ليكتب قصة دون أن يكون في ذهنه موضوع معين ثم يأتي أثناء الكتابة وما عليه بعد ذلك إلا أن يعيد صياغتها من جديد . ولكن الكاتب المبتدئ لن يستطيع هذا مهما حاول .
إن الكاتب يستطيع أن يجد موضوعات لقصصه في البيت أو العمل أو الشارع وفي أي مكان، بل إن أي حدث مهما يكن بسيطاً وأية جملة عابرة وأية ضحكة يسمعها الإنسان وهو سائر ليلاً يمكن أن تكون موضوعاً لقصة بل ولعدة قصص مختلفة، وكل ما يحتاجه الأمر هو الخيال .
وعلى الكاتب أن يستغل قدرته على التخيل في تطوير الموضوع وتحويله إلى قصة .. مزيج من الواقع والخيال .
وهناك فرق بين كاتب ذكي يكبح جماح خياله ويستغله في جعل الموضوع يبدو واقعياً تماماً وبين آخر يعتقد أن الانطلاق مع الخيال بلا قيد أو شرط هو ذروة الفن .
وعلى الكاتب أن يحتفظ بمفكرة يدون فيها موضوعات قصصه من مشاهداته وملاحظاته أو أحاديثه مع الغير .
وعلى الكاتب المبتدئ أن يدير الموضوع في ذهنه وأن يتركه يختمر وينضج وتتبين معالمه وشخوصه قبل أن يجلس لصياغته في قصة، وقد يحتاج هذا إلى بضعة أيام أو أسابيع ولكنه قد يتم في بضع ساعات أحياناً .
وحتى لا يكون هذا كله نظرياً أو " مجرد كلام " فإننا نضع أمام القارئ، أعني الكاتب الذي يريد أن يصبح قاصاً ناجحاً الطريقة العلمية للحصول على موضوع ثم تحويله إلى قصة صالحة للنشر .
لا بد من التمييز بين القصة التقليدية التي تحدث عنها رواد القصة القصيرة الأولى كما هي عند (موبسان، وتشيكوف) والقصة الحديثة المعاصرة التي تداخلت فيها الأنواع الأدبية المختلفة والتي ترتكز على الجانب الدرامي ( الصراع )، فالقصة التي تنتمي إلى النوع الأول تتوفر فيها عناصر الحكاية والزمان والمكان، فالموضوع يتعلق بالفكرة الرئيسية التي نبني عليها القصة ويمثل العمود الفقري لها .
والأديب الناجح هو الذي يعرف كيف يختار موضوعه ويكشف الفكرة المناسبة التي تتضمنها قصته.
ومن الضروري أن تتوفر شروط للإنسان الذي يريد أن يكتب قصة ناجحة بكل المقاييس . هذه الشروط، هي الرغبة الأكيدة، وقدر معين من الموهبة، وقدر آخر من الذكاء، وأكبر قدر ممكن من قوة الملاحظة .
القصة مجرد بذرة فإذا تركت البذرة بلا رعاية وعناية وتعهد وجهد فلن تنمو . ورعاية بذرة القصة وتعهدها يحتاج إلى خصوبة فكرية وإلى قوة خيال لتصور الأشياء والمواقف كما ينبغي أن تكون، وإلى قدر كبير من الخبرة والتجارب والقدرة على التقاط الموضوعات من كل شيء حوله، بل ومن داخل نفسه، ودراسة القواعد الأساسية لتطوير الموضوع إلى قصة "تخزين" أكبر كمية ممكنة من الملاحظات والتجارب التي يستعين بها في عمله الفني .


هيكل القصة :


يقوم هيكل القصة على ثلاث دعائم أساسية :
1- العقدة " الحبكة أو ألمأزق " .
2- الصراع الناشئ من العقدة " أي السلوك والتصرف والحركة " .
3- الحل الناشئ عن الصراع " التدرج الطبيعي نحو النهاية " .
لعلك تتذكر آخر قصة قرأتها، ثم اسأل نفسك : هل كان موضوعها ينطوي على عقدة ؟ وهل كان البطل يواجه مشكلة معينة ؟ وهل كانت هناك ظروف معينة تدفع البطل إلى اتخاذ موقف معين ؟ وأخيراً كيف استطاع البطل لأن يواجه هذه الظروف وأن يخرج من هذا المأزق ؟


ومرة أخرى تذكّر قصة ثانية وثالثة ولسوف تندهش حين تجد أن كل قصة منها لا تخلو من عقدة أو مشكلة أو موقف معين أو ظروف خاصة، وهذا كله يؤدي في النهاية إلى النتيجة أو الحل، وهذا هو الخط الرئيسي الأول في تطوير الموضوع، وقد تتفرع من العقدة الأساسية عقدٌ أخرى صغيرة فرعية، ولكن ينبغي على الكاتب المبتدئ ألا يتمادى في هذه التفريعات حتى لا يضيع الخط الرئيسي أو تبهت معالمه، بل الواجب أن تكون هذه التفريعات بمثابة الأعمدة أو الدعائم الصغيرة التي تسند هذه الدعامة أو الخط الرئيس لتقوية وتزيد من إبراز ملامحه .
لا مندوحة من القول بأنه لا يمكن فصل العقدة عن الصراع، لأن العقدة في القصة تستلزم حتماً نوعاً من الصراع، كما أنه لا يمكن وجود نوع من الصراع بدون عقدة ما دام الأمر كذلك، أي ما دام كل منهما مكملاً للآخر ولا غنى عنه فإن الصراع لا بد أن يؤدي بدوره إلى نتيجة، أياً كانت هذه النتيجة .
والمعروف أن معظم الكتاب الموهوبين عرفوا هذه القواعد بمواهبهم ورهافة أذواقهم وطبقوها بلا دراسة أو قصد .
والمعروف أن العقدة تأتي بعد أن يختار الكاتب الموضوع والشخصية الرئيسية التي ستدور حولها أحداث القصة .
والكاتب البارع هو الذي يستطيع أن يجعل أية مصادفة في قصته تبدو في نظر القارئ طبيعية، منطقية، تبررها الأحداث السابقة عليها وتجعلها الأحداث اللاحقة ضرورة لا غنى عنها .
حبكة القصة : هي سلسلة الحوادث التي تجري فيها مرتبطة عادة برابط السببية .
فلو نظرت إلى قصص بعض الكتاب الكبار كتوفيق الحكيم والمازني ونجيب محفوظ وعبدالحميد السحار، وجدنا أن موضوعاتها مستمدة من واقع الحياة التي تحيط بهم، على ما بينهم من اختلاف في الزاوية التي ينظرون منها إلى هذه الحياة، وفي طبيعة الموضوعات التي يتبعونها ويعنون بعرضها .
فعندما نقرأ " عودة الروح " أو " الشارع الجديد " أو " إبراهيم الكاتب " أو " بداية ونهاية " نجد أننا نشرف على ألوان مختلفة من الحياة وعلى عوالم إنسانية متباينة .
ومجال القاص هو عناصر التجربة الإنسانية التي عرفها أو خبرها، ولهذا يستطيع أن يمثلها تمثيلاً فنياً صحيحاً .
وإذا قلنا أن الدراما هي روح القصة فإننا نقول أن الصراع هو روح الدراما . وقد يكون الصراع ضد الظروف والأقدار وصراع بين الشخصيات وصراع داخل الشخصية "نفسي أو ذهني"


البداية والنهاية :
أهم ما ينبغي أن يضعه الكاتب نصب عينيه ربط القارئ معه وشده إليه وإثارة اهتمامه وتحريك انفعالاته، وليس من شك في أن هذا كله لا يتوافر إلا لموضوع جيد مكتوب ببراعة وعلى أصول فنية وله بداية تثير اهتمام القارئ من أول عبارة وله نهاية تجعل القارئ لا ينسى القصة بعد لحظات من الفراغ من قراءتها .
والبداية التي لا تثير القارئ ولا تشده من العبارة الأولى قد تجعل القصة أقرب ما تكون إلى موضوع إنشائي أو خواطر عابرة لا تربطها الخيوط غير المنظورة التي تحرك الشخصيات ببراعة وحيوية، وفيما يلي بعض الأسئلة التي ينبغي أن يوجهها الكاتب إلى نفسه حتى يطمئن إلى أن فكرته قد أصبحت معدّة للبدء في كتابتها وصياغتها بأسلوب قصصي :
1-هل الفكرة مبتكرة؟ أصيلة، أم مكررة إلى حدٍ واضح ؟
2-هل سيفطن القارئ بعد الأسطر الأولى إلى ما سوف تنتهي إليه القصة ؟
3-هل ستكون النهاية في قوة البداية ؟ أم لا بد أن تكون أقوى ؟
4-هل ستكون شخصيات القصة " حية " في خيال القارئ ؟ أم مجرد عرائس خشبية متحركة بخيوط واضحة ؟
5-هل القصة تكتب بطريق تشد القارئ معها وتثير اهتمامه إلى آخر كلمة فيها ؟
6-هل أنا واثق من توافر عنصر التشويق والترتيب في معظم فقراتها ؟
7-هل يتوقف تطور الفكرة على مجموعة من المصادفات النادرة المذهلة ؟ " وهذا عيب كبير جداً البناء القصصي " .
8-هل سأفاجئ القارئ بنهاية تقوم أيضاً على مصادفة ضخمة ؟
9-هل وضعت في ذهني التسلسل المنطقي الذي ينمو به الموضوع ويتطور حتى النهاية ؟
10-هل أنا واثق تماماً أن الصراع العنيف ليس دائماً دليلاً على قوة القصة دائماً هو في الواقع عنصر بدائي يستهوي العقول البدائية ؟
البداية هي التي ستشد القارئ إلى القصة كلها أو تجعله يلوي شفتيه ويتوقف عن القراءة وربما يرفض بعد ذلك أن يقرأ أية قصة أخرى لنفس الكاتب حتى لو درس فيما بعد فن البداية والواقع.
إن كل كاتب قصصي في هذا العصر يعرف الآن كيف يبدأ القصة بعنصر التشويق، ويعرف أيضاً أن أي زيادة لا تحتملها النهاية قد تفسد تأثير القصة كلها في نفس القارئ .. المهم أن تكون النهاية قوية ومقنعة ومدهشة للقارئ إن أمكن وأن تكون مرضية على الأقل .


الشخصية في القصة :
هي المحور الذي يدور حوله القصة كلها ومن ثم فإن أهميتها لا تحتاج إلى توضيح .. إن رسم الشخصية في القصة القصيرة يتلزم مزيداً من الجهد والبراعة والخبرة والحذر، ذلك لأن القصة القصيرة لا تحتمل إلاسهاب في رسم شخصيتها لأسباب كثيرة أهمها قصر القصة والتزام الكاتب بزمان محدد ومكان.
الجوانب الثلاثة التي تتكون منها الشخصية بصفة عامة :
1 / الجانب الخارجي : ويشمل المظهر العام والسلوك الظاهري للشخصية .
2 / الجانب الداخلي : ويشمل الأحوال النفسية والفكرية والسلوك الناتج عنها .
3 / الجانب الاجتماعي : ويشمل المركز الذي تشغله الشخصية في المجتمع، وظروفها الاجتماعية بوجه عام .
لذا يحسن بالكاتب المبتدئ أن يضع الملاحظات التالية في ذهنه عند رسمه لشخصيات قصصه:
- ينبغي أن تكون أبعاد الشخصية واضحة في ذهنه .
- ينبغي أن يدرس الشخصية التي يريد رسمها دراسة كاملة وشاملة .
- ينبغي أن تكون الشخصية منطقية في تصرفاتها وسلوكها مع أبعادها الثلاثة .
- إذا أراد الكاتب أن ينجرف بالقصة إلى هدف معين يجعل الشخصية تتخذ موقفاً متناقضاً مع أبعادها، فعليه أن يقدم المبررات المنطقية التي تقنع القارئ بوجهة نظره .
- على الكاتب أن يجعل شخصياته نابضة بالحياة في ذهن القارئ .
- عليه أن يتذكر أن النفس البشرية تجمع في أعماقها بين عوامل الخير والشر بنسب متفاوتة .. أي ليس هناك إنسان خير إطلاقاً أو شرير دائماً.
- ليحذر الكاتب من أن يجعل شخصيته تبدو بشكل واضح مموج من خلال شخصيات قصصه .
- عليه أن يضع نفسه في موضوع الشخصية التي يريد أن يرسمها ويحاول أن يفكر ويتصرف بالطريقة المنطقية التي تتناسب مع الموقف الذي وضع فيه شخصيته القصصية .
- تصوير الشخصية يحتاج إلى دراسة واسعة لعلم النفس والمنطق والاختلاط بأنماط مختلفة من الشخصيات في الحياة .
تعتبر الشخصية الإنسانية مصدر إمتاع وتشويق في القصة لعوامل كثيرة منها أن هناك ميلاً طبيعياً عند كل إنسان إلى التحليل النفسي ودراسة الشخصية فكل منا يميل إلى أن يعرف شيئاً من عمل العقل الإنساني، ومن الدوافع التي تدفعنا إلى أن نتصرف تصرفات معينة في الحياة كما أن بنا رغبة جموحاً تدعونا إلى دراسة الأخلاق الإنسانية والعوامل التي تؤثر فيها ومظاهر هذا التأثر.
لا شك أن القصة الجيدة في نظر القارئ العادي هي التي توفر له أكبر قسط من اللذة التي تبعث السرور في نفسه كقارئ القصة البوليسية يجد لذته في البحث عن الأسرار وحل الألغاز، وقارئ قصص المغامرات يحب أن يعيش بخياله في جو مثير، والصبي يبحث عن القصة التي تحسم له مثله العليا في العدالة والرحمة والحنان .. الخ .
ولكن ذوق القارئ الناقد أشد تعقيداً في كل ذلك فإنه يتطلب من القصة أن تكون زاخرة بالحياة وذلك بأن تقدم له صورة مموهة منها يحسن الخلود والاستمرار، مهما تنوعت المشارب واختلفت الأذواق، وتباينت الميول والأهواء والمفاهيم الأدبية وحيوية القصص تتجلى في مظاهر شتى:
1-إن بعض القصص تعتبر جيدة لأن فيها من النعومة والتمايل والمرح والرشاقة والسحر الشيء الكثير، وهذه المظاهر تبدو مجتمعة أو متفرقة في الشخصيات والحبكة والبيئة .
2-هناك بعض الكتاب الذين تتسم قصصهم بالحيوية لما لها من فكر عميق وهذه السمة واضحة في قصص جورج مردث، فإن القارئ يشعر أثناء قراءتها بأنه أمام مفكر عميق التفكير، وهناك لون آخر من ألوان التفكير يظهر لنا في قصص الكتاب الساخرين ومنهم سنكلير لويس في قصصه "الشارع الرئيسي" وبابيت"
3-قد تكون روعة القصة وقوتها نتيجة لمقدرة مؤلفها في رسم الشخصيات، التي لا تشذ في ملامحها عن الشخصيات الإنسانية المعروفة، إ لا أنها تعكس لنا بعض الخصائص المشتركة في الجنس البشري .


الأسلوب في القصة :
أسلوب القصة هو الطريقة التي يستطيع بها الكاتب لأن يصطنع الوسائل التي بين يديه، لتحقيق أهدافه الفنية، والوسائل التي يمتلكها الكاتب في الشخصيات والحوادث والبيئة، وتأتي بعد ذلك الخطوة الأخيرة وهي جمع هذه الوسائل في عمل فني كامل .
إن الأسلوب من أهم العناصر التي تقوم عليها القصة القصيرة، وهو بلا أدنى شك يختلف إلى حد كبير عن أسلوب المقال وعن أسلوب الدراسة والبحث الأدبي أو العلمي وعن أسلوب السرد الصحفي في كتابة الخواطر المحلقة بأجنحة الخيال وعن أسلوب السرد الصحفي في كتابة الأخبار والحوادث، ونجاح القصة يتوقف إلى حد كبير على الأسلوب الذي تدون به، فمهما بلغ موضوعها من القوة والأصالة ومهما توافر فيها العناصر الفنية في الصياغة، فإن الأسلوب الركيك المضطرب الجاف لابد أن يفسد هذا كله ويمنع القارئ من متابعة القراءة، وحتى إذا استمر في قراءتها فإنه يحس أن الكاتب لم يحسن التعبير عما يريد أن يقول، كذلك الأسلوب المشوب بالبهرجة اللفظية والمحسنات البلاغية وألوان البديع والبيان التي يستهدف بها الكاتب استعراض عضلاته البيانية والبلاغية يفسد القصة ذات الموضوع الجيد، والصياغة الفنية والأسلوب التعبيري لا ينفصل عن المعنى بوجه من الوجوه إذا أخذنا المعنى بمدلوله الواسع، وهو الذي قسمه الناقد رتشاردز إلى أربعة أقسام وهي : المعنى والإحساس والإيقاع والقصد، فالإحساس هو موقف الكاتب من المعنى الذي يريد نقله والإيقاع هو وسيلته إلى الاتصال بالقارئ والقصد هو الغاية التي يسعى إلى بلوغها .
وهنا تحضرنا موعظة فوبـير المعروفة وفحواها: إنه مهما يكن الشيء الذي يسعى الإنسان إلى التعبير عنه فإن هناك كلمة واحدة تعبر عنه، وفعلاً واحداً يوحي به، وصفة واحدة تحدوه.
ولهذا يترتب على الكاتب أن يطيل البحث والتنقيب حتى يعثر على هذه الكلمة وذاك الفعل وتلك الصفة .
ومما لا شك فيه أن التعبير بأسلوب فني يحتاج إلى كثير من المران والدراية، والصورة البيانية المشرقة، وقد قال جورج ديهاميل: "إن موسيقى الأسلوب في نظري شرط لازم لسيطرته على النفوس" .
إن الأسلوب العصري السهل لكتابة القصة يحتاج إلى معاناة في اختيار الألفاظ العربية الصحيحة المعبرة بوضوح وإلى وضع هذه الألفاظ في عبارات قصيرة نابضة جذابة خالية من التجنيس منظمة الترقيم منسقة النغم قطعة موسيقية عذبة الرنين .
وثمة كتاب من الجيل الجديد يحبون أن يرصعوا عباراتهم بكلمات "عامية" أو دارجة .
وبألفاظ موغلة في الواقعية "كالمجاري" و"الوحل" و"الصراصير" و"الندب" و"الزعيق" أو المنقولة من ألفاظ أجنبية كالبرجوازية والديموجاجية.. وغيرهما، هؤلاء الكتاب مخطئون في استعمال أي لفظ عامي في السرد طبعاً إذا كان له مقابل في اللغة العربية الفصحى، وأنا أعتقد شخصياً أن كل لفظ عامي أو دارج منحدر من، أصل عربي فصيح، إلا إذا كان وافداً من لغات أجنبية كالتليفون والراديو والتليفزيون، ولكن لا بأس إطلاقاً إذا اضطر الكاتب إلى استعمال كلمة دارجة إذا وجد أنها أدق تعبيراً أو أشد تأثيراً من كلمة عربية مقابلة تؤدي نفس المعنى دون أن تؤدي إلى نفس الأثر .. بشرط أن يكون هذا الاستعمال بحذر وللضرورة فقط، والأسلوب الجيد يعتمد أساساً إلى الخبرة في الترقيم .
الحوار في القصة :
الحوار من أهم العناصر التي تتكون منها القصة القصيرة والمطولة بطبيعة الحال، وإذا كان أهم غرض يؤديه الحوار في القصة المطولة هو التعبير عن آراء المؤلف التي يضعها على ألسنة الشخصيات، فإن أهم غرض يؤدي في القصة القصيرة هو تطوير موضوعها والوصول بها إلى النهاية المنشودة.
والحوار يساعد على رسم الشخصيات في القصة لأن الشخصية لا يمكن أن تبدو كاملة الوضوح والحيوية إلا إذا سمعها القارئ وهي تتحدث، والحوار يساعد على تصوير موقف معين في القصة أو صراع عاطفي أو حالة نفسية مثل الخوف أو الكبت أو الغيرة أو التردد أو الوفاء أو حدة الطبع أو الشجاعة أو الجبن وما إلى هذا كله من مختلف الحالات النفسية التي تكون عليها الشخصية في ظروف معينة .
يضفي الحوار على القصة تلك اللمسة الحية التي تجعلها تبدو أكثر واقعية في نظر القارئ، ويجب أن يندمج الحوار في صلب القصة لكي لا يبدو للقارئ وكأنه عنصر دخيل عليها متطفل على شخصياتها .
يجب أن يكون الحوار سلساً رشيقاً مناسباً للشخصية وللموقف ويجب أن يحتوي على طاقات تمثيلية، ويجب أن يتجنب الكاتب الحوار الذي يكون أقرب إلى الهذر والثرثرة منه إلى الحوار الفني المتقن .


القصة في أدب الأطفال :


القصة من الأشكال الفنية المحببة للطفل لأنها تتميز بالمتعة والتشويق مع السهولة والوضوح والقصة تساعد بما فيها من أشخاص وأحداث على تقريب المفاهيم المجردة التي تهتم بالتربية ويحرص عليها الدين الحنيف بصورة مجسدة حية، وقصة الأطفال شكل من أشكال الأدب الذي تحبه نفوس الأطفال لأن فيه متعة وفائدة وجمالاً لهم ولهذا الفن عناصر أساسية هي :
1 – الموضوع .
2 – البناء والحبكة .
3 – الشخصيات .
4 – الأسلوب .
1/ الموضوع :
يتعلق بالفكرة الرئيسة التي تبنى عليها القصة وتمثل العمود الفقري لها، والفكرة الجيدة هي التي تهتم بالأمور الأساسية التي تهدف إليها في تربية الطفل فضلاً عن إثارة انتباهه وجذب اهتمامه للقصة، ومن المهم أن تتسم الفكرة بالصدق الذي يترك أثره في الطفل خلال قراءته أو سماعه لها .
والفكرة ليست أمراً غائماً وإنما هي ما يتعلق بمستوى الطفل ويلاءم خبراته واهتمامه مع الحذر من إقحام الموضوعات أو الأفكار بشكل مفتعل أو استخدام طريقة التلميح الذي يؤدي إلى الغموض، بل يلجأ الكاتب إلى مراعاة قدرات الطفل العقلية في ذلك كله واستخدام الطريقة المناسبة في عرض الفكرة بحيث تستثير عند الطفل التفكير وتدفعه لتلمس الحلول واستنباط الحكمة .
2/ البناء والحبكة :
بعد اختيار الموضوع وتحديد الفكرة لابد من صنع سلسلة من الحوادث التي تشكل بنية القصة وهذه الحوادث تترابط وتتسلسل بشكل يؤدي إلى الوصول للنتائج من خلال الأسباب التي تأتي كما ترسمها الحوادث والحبكة بمعنى آخر هي إحكام بناء القصة بطريقة منطقية مقنعة، أي أن تكون الحوادث والشخصيات مرتبطة ارتباطاً منطقياً يجعل من مجموعها وحدة متماسكة الأجزاء .
لتسلسل الأحداث عدة طرق، منها أن تتوالى توالياً عضوياً ويرتبط بعضها ببعض تمام ارتباط، ومنها ما يكون مرتبطاً بالشخصية الرئيسة في القصة في ترابط الأحداث ومسيرتها من البداية للنهاية.
وحبكة القصة الناجحة هي التي تقوم على تخطيط جيد للأحداث يبدأ من البداية وتنامي الأحداث، ويتأجج الصراع حتى القمة ويكون هذا النمو إما عن طريق الصراع أو التناقض في الأحداث والمواقف أو التكرار أو التضاد .
وتبدأ الحوادث عادة بمقدمة مناسبة وهي البداية للقصة شريطة أن تكون موجزة موضحة لما سيتبعها من أحداث ثم تأتي العقدة التي تنمو فيها الحوادث ويزداد الصراع حتى يصل إلى القمة ثم الحل الذي يكون في نهاية القصة .
ويمكن لقصة الأطفال أن تعتمد على حادثة واحدة أو حوادث مترابطة ويمكن للخبر أن يكون نواة القصة إذا استطاع الكاتب أن يسرد تفاصيله بشكل مترابط ومؤثر .
وبوجه عام ينبغي عدم الإكثار من الحوادث في قصة الأطفال مع اختيار الحوادث التي تتلاءم مع بيئة الطفل وتفكيره والابتعاد عن شطط الخيال الذي لا يفيد شيئاً وقد يدفع الطفل لتخيل أمور غير منطقية .
3/ الشخصيات :
هذا العنصر مهم جداً في القصة بل هو المحور الأساسي في معظم قصص الأطفال ولذا لابد من بذل الجهد المبدع لرسم شخصيات القصة بعناية بحيث تحقق أهداف القصة وتتناسب مع لأحداث، والطفل بحاجة لرؤية الشخصية أمامه في القصة حية مجسمة وأن يسمعها تتكلم بصدق وحرارة وإخلاص حتى يرى فيها النموذج الذي يحتذيه فتترك أثرها فيه سلباً أو إيجاباً، والقصة الجيدة هي التي ترفع الطفل لمشاركة أبطال القصة مواقفهم ويتفاعل معهم فيتعاطف مع هذا أو يتقزز من ذاك ويحب هذا ويكره ذاك ويتقرب بواحد وينفر من الآخر
ويجب أن يتسم رسمك الشخصية بالوضوح والصدق والتشويق والتميز، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا التزمت هذه القصة ببيئة الطفل وحملت قيم المجتمع وأفكاره .
وقد تتنوع الشخصيات فبعضها يؤخذ من التاريخ وبعضها من المجتمع المعاصر وبعضها من عالم الطفل ذاته، وقد تكون الشخصية حقيقية أو رمزاً قريباً من الحقيقة، وقد تكون من عالم الإنسان أو تكون من عالم الحيوان أو عالم النبات .
ولذلك فإن العناية برسم الشخصية التي يتفاعل معها الطفل ومعرفة حجم هذا التأثير وقوته أمر مهم قبل اختيار القصة أو رسم شخصيتها وقبل اختيار نوعها ومعرفة ملامحها وأخلاقها .


4/ الأسلوب :
ما دامت الكتابة للأطفال وهم ليسوا جمهوراً واحداً بل لهم مراحل وأعمار مختلفة لذا لابد للكاتب من اختيار الأسلوب الذي يتفق مع مستوى الأطفال وقدراتهم وخبراتهم وهو بحاجة إلى التعرف على قاموس الأطفال في كل سن من سنوات عمره لاستخدام ألفاظه فيما يكتبه لهم .
ومن شروط الأسلوب في مرحلة الطفولة البعد عن الألفاظ الغريبة والصعبة التي لا تتناسب مع الطفل الموجه إليه العمل الأدبي، ولكن ذلك لا يمنع من استعمال بعض المفردات الصعبة نسبياً وسط سياق يسمح للطفل بفهم معناها واكتساب خبرة جديدة بواسطتها.
ومن المهم جداً الحرص على استعمال الألفاظ الصحيحة الفصيحة وعدم استعمال الكلمات العامية أو الأجنبية مهما كانت المبررات لأن في ذلك تشويهاً لبناء المعرفة اللغوية ولجمالية اللفظ العربي وسلاسته فضلاً عن تشويه مخارج اللفظ حين تختلط مخارج الحروف العربية بغيرها.
وعلى الكاتب أن يختار أيضاً الأسلوب الواضح المناسب للطفل حسب المرحلة والعمر الذي يكتب له فلا يلجأ إلى التعقيد والغموض والتراكيب الطويلة والتقديم والتأخير واستخدام الضمائر الكثيرة التي يصعب فهمها على الطفل فضلاً اختيار أسلوب العرض الذي يتسم بالوضوح والحيوية والصدق والإشراق.


* - * - * - *


المراجع :
1-اتجاهات القصة المصرية القصيرة، د. سيد حامد النساج .
2-أدب الأطفال، محمد حسن .
3-الأدب العربي الحديث، د. حمد ناصر الدخيل .
4-فن التحرير العربي، د. محمد صالح الشنطي .
5-فن القصة، د. محمد يوسف نجم .
6-فن القصة في الأدب السعودي الحديث، د. منصور الحازمي .
7-فن كتابة القصة، حسين القياني .
8-في النقد الأدبي / د. شوقي ضيف .
9-كيف أفهم النقد، د. جبرائيل سليمان جبور .
10-مذاهب الأدب، د. ياسين الأيوبي .
11-المعجم الأدبي، جبور عبدالنور .


هناك 4 تعليقات:

  1. انار الله دربك ورفعك وعزك

    حقيقة بحثت كثيرا ولم اقتنع بما وجدته مشروح عن القصة والرواية في المواقع والمنتديات التي لاتعد ولاتحصى حتى وجدت ضالتي عندك يا استاذي الفاضل

    شرح وافي و واضح ولاغبار عليه

    تحياتي لك يا اديبنا المبدع

    اخوك
    حمود
    من بلاد الحرمين

    ردحذف
  2. يارب اللهم امين اشكر لحضرتك دعواتك الكريمه

    اشكرك كثراااا وسعيده ان الموضوع افاد حضرتك جداااااا

    تسلم ايدك

    ونورت المدونه

    اختك جميله المصرى

    ردحذف
  3. الله يجزاك خيراستفدت كثيرا من طرحك اخوك فيصل السليمي من الوطن السعودي

    ردحذف
  4. السلام عليكم

    منور اخى الكريم فيصل مدونتى المتواضعه

    وتسلم ايدك

    اختك جميله المصرى

    ردحذف